اي ايثار هذا؟!؟

من طرف **المنتصر** الخميس 08 نوفمبر 2012, 6:20 pm

سِلْسِلَةُ هَكَذَا كَانُوا يُنْفِقُونَ أمْوَالَهُمْ ج23 "

* هي امرأةٌ مِنْ بِلادِنَا ..
قد خَالطَ الإيمانُ بشاشةَ قلبِهَا ..
وَغَدَتْ علائِمُ التُّقى وَسِيمَا الصَّلاحِ ظاهرةً بيِّنَةً على فِكْرِهَا وَسُلُوكِهَا ..

* هذه المرأةُ لم تشتغلْ بأيِّ عَمَلٍ حُكُومِيٍّ أو حُرٍّ فيدرّ عليها دخلاً ثابتًا في يومٍ مِن الأيَّامِ ..
بل قَبَعَتْ في مملكتِهَا الصَّغِيرَةِ لِتُرَبِّيَ أولادَهَا على حُبِّ اللهِ عَزَّ وجلَّ ورسُولِهِ مُحَمَّدٍ صلى اللهُ عليه وسلم ..

* نعم ..
هِيَ تمتلكُ مَحَلَّيْنِ تِجَارِيَّيْنِ مُؤجَّرَيْنِ ..
وجُزْءًا مِنَ الأموالِ الخضراءِ التي وَرِثتْها عن أبيها - رَحِمَهُ اللهُ تعالى - ..

* ولأنَّ حُبَّ الآخِرَةِ استولى على عَقْلِها وَلُبِّهَا ..
والطمَعَ في رِضَا اللهِ تعالى قد طَغَى على قلبِهَا وحِسِّهَا ..
فقد آثرتْ ما عند اللهِ تَعَالى مِنَ النَّعِيم المُقِيمِ على لُعَاعَةِ الدُّنْيَا ونعِيمِهَا الزَّائِل ..

* أتدرون أيُّها الإخوة ماذا صنعت ؟!!
- أولاً : وَقَفَتْ في حياتِهَا أحَدَ المَحلَّيْن التِّجَارِيَّيْنِ لِيُصْرَفَ رَيْعُهُ ودخلُهُ في وجوه البِرِّ المُتنوِّعة ..
- ثانيًا : عَلَّقَتْ وَقْفَ المَحل التِّجَاريِّ الآخَر على وفاتِها لِيُصْرَفَ مِنْ بعدِهَا في أعْمَالِ الخَيْرِ المُخْتَلِفة ..

* فما أسدَّ عقلَها !!
وما أحكمَ تفكيرَها !!
وما أروعَ صنيعَها !!
" إذا مَاتَ ابْنُ آدَمَ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إلا مِنْ ثلاثٍ : صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ .. أو عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ .. أو وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ " ..

* هذا ..
ومِمَّا أحفظُهُ عن هذه المرأةِ أنَّها تَهْتَبِلُ الفُرَصَ السَّانِحَةَ .. وتسْتَغِلُّ المَوَاسِمَ العَابِرَةَ في التقرُّبِ إلى اللهِ تَعَالى بِمَالِهَا ..
- فمَا أذْكُرُهُ ولا أنساهُ أنَّها عندما يَفْتَحُ معرضُ الكتابِ السنويِّ - في مسقط - أبوابَه تَطْلُبُ مِنْ أحَدِ أولادِهَا أنْ يشتريَ شيئًا مِنَ الكُتُبِ المُفيدةِ بعد أنْ تَدْفَعَ إليه مَا تَيَسَّرَ عِنْدَهَا مِنَ المَالِ ..
ثم تقومُ بِوَقْفِ هذه الكُتُبِ لمصلحةِ مكتبةِ المُضَيْبِي الأهْليَّةِ العَامَّة ..
لعلها بذلك تخدمُ هذا الجيلَ وأجيالاً قادمةً مِنْ طلابِ العلمِ ورُوَّادِ المَعْرِفَة ..

* فأكْرِمْ بِفِكْرٍ يَحْمِلُ صاحبَه على بَذْلِ المال وإنفاقِه !!
وأعْظِمْ بعقلٍ يرشدُ صاحبَه إلى فعلِ الخيرِ والإحسانِ