خارج بلادي..حالتي حاله

من طرف **المنتصر** الثلاثاء 06 مارس 2012, 12:30 am

خارج بلادي..حالتي حاله
إليك أيها القارئ هذه القصة الواقعية التي حصلت لأحد الأصدقاء عندما زار أحد المستشفيات الحكومية في دولة خليجية شقيقة.
يقول الراوي: عندما وجدت إبني يعاني كثيراً من من مرض "الثعلبة" في رأسه و رغم المحاولات المضنية لعلاجه و بنصيحة أحد الأصدقاء بالذهاب به للخارج -هنا يقصد هذه الدولة الخليجية- فقد قررت بالأخذ بنصيحته و الذهاب به، فقد وصف لي دكتور موجود في ذاك المستشفى الحكومي بأن بيده علاج إبني -هذا بعد التوكل على الله.
و بدأت رحلة العلاج...
عندما وصلت إلى المستشفى بعينه، شد إنتباهي موضوع و هو يكاد المستشفي يخلو من موظفين تلك الدولة، فمعظم من هو موجود من موظفين و دكاترة و ممرضين أجزم أنهم خليط من شتى الجنسيات. كان الإستقبال (مهين) حيث أنها هي أول زيارة لي للمكان فكان لابد أن أسأل أحد الموظفين، فوجدت موظفة في الإستقبال و سألتها فردت علي بكلام و كأني أحد أبنائها الصغار و العلكة في (خشمها) و نظرت لتلك التي بجنبها و التي كانت تناظرني (بنص) عين،فتشعر بأنك حقير في نظرها. فو الله و بالله و تالله إني مسكت أعصابي لأني في لحظة كنت ممكن أصفعهن هذا بسبب طبعي الحار لولا أن زوجتي هدأتني. عالعموم كان واجب علي أن أفتح زيارة مثل ما هو معتاد في أي مستشفى حكومي، فتوجهت لتلك الموظفة المسؤولة بهذ الشأن فطلبت مني مبلغ 250 درهم، كنت أظنها تقول 15 درهم و ما شابه، و لكني إستعجلتها بالسؤال عن المبلغ مرة أخرى، فلما ذكرت لي المبلغ تفاجأت و (مسكتني غصه) و تذكرت حال الخليجي عندما يعالج في بلادي، بشهادة زوجتي الممرضة فقط يطلب منه 1.200 رع أو في بعض الأحيان 0.200 بيسة أو في كثير من الأحيان يعفى من هذه الرسوم و يحصل على العلاج مجاناً. و الآن أنا في دولة خليجية و أعامل معاملة (البنجالي).و الله إذا هذا أولها، الله يستر من تاليها.بصراحة ما همني المبلغ، بس ليش إحنا الخليجيين نرفع شعارات "خليجنا واحد" و الواقع غير ذلك.
دفعت و قابلت هذا الدكتور -يقال إنه من أهل البلد بس إحساسي يحكي غير ذلك- "يا دكتور ولدي..ما مشكلة الولد بخير و هذا المرض طبيعي و يحتاج وقت" هذا كل الحوار الذي دار بيني و بين الدكتور، و بعدها قام يكتب فذلك الكمبيوتر، و بعدها إنتهينا. "ها دكتور خلصنا؟.. بس روح." فذهبنا لموظفة المستوصف لكي نصرف الدواء. تعرفوا شو كان الرد، قالت: ما راح نصرفلكم دواء..قلتلكم من قبل إني (بنجالي) مكتوب ببطاقتي الشخصية و أنا ما دريان. قلنالهم بندفع بس رفضوا.
شو تريدوني أسوي بعد هذا العناء كله، مسكت أعصابي و طلبت من زوجتي و ولدي بأن نرجع لبلدنا الغالي أكرملنا من كل هذه الإهانات.فمن شدة حبي لعمان الحبيبة مسكت هاتفي فوجدت صورة صاحب الجلالة، فجلست أقبلها و نفسي تقول: ما تعزك غير بلادك، و دمعتي تسيل أسفاً و شوقاً. أسفاً على ما لقيت من سوء المعاملة، و شوقاً لأني من بلد قائدها حكيم حليم رؤوف بشعبه و شعبها كريم طيب بأصله. فلتحيا عمان بقائدها و شعبها الأبي.
هذا ما لدي، و أترك التعليق لكم..