أخطاء شائعة / قضاء الصلوات الفائتة

أخطاء شائعة / قضاء الصلوات الفائتة

بسم الله الرحمن الرحيم

يقول الحق سبحانه وتعالى " إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا " وقبل بيان قوله تعالى فإن من الأهمية بمكان الإشارة إلى أن فريضة الصلاة هي الفريضة الوحيدة التي استدعي لأجلها نبي الله تعالى محمد عليه الصلاة والسلام ففرضت ليلة الإسراء باتفاق العلماء ، وذلك لبيان أهميتها ومكانتها بين الفرائض والعبادات الأخرى .

والمنقول في فضل الصلاة كثير جدا وكذا المعقول أيضا ، فإن المولى عزوجل بين أهمية الصلاة في مواطن عديدة ترغيبا وترهيبا ، من ذلك قوله تعالى " الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة " ومنها كذلك قوله تعالى " حافظوا على الصلوات" ومنها قوله " واستعينوا بالصبر والصلاة " وقوله " إني معكم لئن أقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة" وقوله " فويل للمصلين ، الذين هم عن صلاتهم ساهون" والكثير الكثير من الآيات الصريحة في وجوب الصلاة وفرضيتها وفضلها .

كما بين نبي الله تعالى أهمية الصلاة ومكانتها فقال عليه الصلاة والسلام "لكل شيء عمود وعمود الدين الصلاة وعمود الصلاة الخشوع " رواه الربيع ، وقوله صلى الله عليه وسلم " مروا أولادكم بالصلاة إذا بلغوا سبعا واضربوهم عليها إذا بلغوا عشرا وفرقوا بينهم في المضاجع " رواه أحمد وغيره ، وقوله صلى الله عليه وسلم "ليس بين العبد والكفر إلا تركه الصلاة " رواه الربيع وغيره ، وهي أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة .

والمعلوم أن للصلوات أوقاتا مخصوصة معلومة متفق عليها بين المسلمين ولا يصح آداء الصلاة في غير تلك الأوقات إلا لعذر ، وقد تأسس ذلك على قوله صلى الله عليه وسلم في حديث تعليم جبريل عليه السلام وهو حديث مشهور للنبي في بيان أوقات الصلوات الخمس .

والصلاة تجب على المكلف وجوبا موسعا على التراخي في أول وقت دخولها ، حتى إذا مضى القسم الأكبر من الوقت وجبت وجوبا على الفور لا التراخي ، فإن انقضى وقتها ولم يؤدها المكلف على النحو المطلوب بدون عذر شرعي فقد عصى الله تعالى وهو آثم بذلك وعليه القضاء ، أي قضاء الصلاة التي فاتته . يقول نبي الله تعالى " فضل أول الوقت على آخره كفضل الأخرى على الدنيا " ، وقسّم العلماء وقت الصلاة بين الأداء والقضاء ، أما إن وجبت الإعادة فإنها بذلك تكون بدلا لا أداء ولا قضاء . فإن كان التأخير في الآداء عمدا فقد لزم المؤخر لها الكفر وعليه التوبة والبدل وقيل الكفارة وإلا فعليه القضاء وهو محل الموضوع .

وقد انعقد إجماع الأمة على وجوب القضاء في حالات بعينها كقضاء النائم أو الناسي والخلاف في غيرها كالمتعمد للترك والمغمي عليه كما انعقد في عدم القضاء لحالات أخرى بعينها كقضاء الحائض مثلا وليس محل ذلك الآن .

وفي القضاء حالات الصفة ، فلا يكون القضاء فيها إلا كالآداء فإن اتحدت صفة الصلاة التي خرج وقتها بالتي يقضيها حال قضائها فإن القضاء يكون كالآداء تماما دون اختلاف ، فهي لا تخرج عن كونها حضرية بحضرية أو سفرية بسفرية . لكن قد تختلف الصفة بين الصلاتين الخارجة عن الوقت والتي يراد قضاؤها كأن ينسى المكلف صلاة حضرية فيذكرها حال سفره أو العكس فهنا اختلفت الصفتان ومتى اختلفت الصفتان اختلف القضاء والآداء . أو أن تكون صلاة ارتبطت بلازم حال الآداء وارتفع اللازم حال القضاء فكذلك تكون قد اختلف الصفتان فيختلف القضاء عن الآداء وذلك بأن يصليها المرء على النحو الذي هو عليه حال صلاته فإن فاتته صلاة سفرية فقام لقضائها وهو في حال حضر صلاها حضرية والعكس في ذلك ، وإن فاتته صلاة ارتبطت بلازم وارتفع هذا اللازم حال قيامه بالقضاء فإنه يصليها بدونه كأن يكون هذا اللازم خوف أو مرض أو شدة ثم ينصرف عنه ، وبذلك فإن المعتمد هو الحال الذي عليه المرء وقت القضاء لا وقت الآداء ، وفي هذا خلاف طويل بين العلماء ولكل رأيه وحجته على أن الجامع بين الصفتين هو الوجوب باتفاق .

فإن تعددت الفوائت أي تعددت الصلوات التي يجب قضاؤها ، لزم الترتيب في القضاء إن كانت معلومة وإلا غلّب الظن فيها حتى يطمئن الفؤاد لقضائها ، فمن كان داخلا في وقت صلاة مكتوبة صلى الفائتة أولا ثم المكتوبة ما لم يكن في ذلك فوات للوقت فيصلي المكتوبة أولا لكيلا يفوت الفريضة ، وقضاء الصلاة جائز في جميع أوقات الصلاة المعلومة كما أن قضاء صلاة مخصوصة غير مقيد بقضائها في ذلك وقتها المخصوص بل يكون قضاؤها في وقت ذكرها ، فمن فاتته صلاة الظهر مثلا لا يعني أن قضاءها مقيد بوقت الظهر لا ، بل عليه أن يقضي صلاة الظهر الفائتة في الوقت الذي ذكرها فذلك وقتها ما لم يكن في الوقت المنهي عنه .

والله تعالى العليم بكل ذلك .




أخطاء شائعة / طلاق البدعة

بارك الله فيك

شكرا على المرور

طرح جميل ورائع افادك الله ونفعك بعلمه
رزقك الله كل خير وبركه

بارك الله فيك
وجعلها الله في ميزان حسناتك